[العبادة من العبد لا تستبعد، فما لهم ينكرون ذلك؟، فنقل كلامه تعالى؛ إخفاء لنفسه عن البين، إذ لا اعتداد بالأثر بعد العين]. وقرأ هشام في وجه " لُبداً " بضم اللام؛ جمع لِبْدَة كقِرْبة وقُرَب، والكسر جمع لِبَد أخفّ.
(قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) فما للإنكار وجه على من يعبد ربه.
وقرأ عاصم وحمزة: " قال " على منوال " قام "، وعليه رسم الإمام، وهذا أبلغ في مدحه، لقيامة بالجواب من غير تعلم.
(قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) أي: نفعاً، أو غياً ولا رشداً. عبّر عن أحدهما باسمه، وعن الآخر باسم سببه، أو مسببه؛ إشعاراً بالمعنيين.
(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ... (22) جملة معترضة؛ لبيان عجزه، وتأكيد نفي الاستطاعة، فكيف يقدر من هذا شأنه على نفع أحدٍ أو ضرِّه. (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا) ملاذاً وملتجأً، من اللحد وهو الميل.
(إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ ... (23) كائناً منه. استثناء متصل. أي: قل: لا أملك شيئاً إلا بلاغاً، وإن فسِّر بـ " لا أملك أن أَقسركم على الغي والرشد " كان منقطعاً، أو من باب:
وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم.