أضرب عنقه، فقال: يا عمر وما يدريك أن اللَّه قد اطّلع على أهل بدر وقال: افعلوا ولا حرج قد غفرت لكم. ففاضت عينا عمر فنزلت. والعدو: فعول من عداه جاوزه، ولكونه على زنة المصدر كالقبول يطلق على الجمع. وفي تقديم (عدوي)، إشارة إلى أنه المهم، وإن فرض أن لم يكن عدواً لهم. (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) حال من فاعل (لا تَتَّخِذُوا)، أو صفة (أَوْلِيَاءَ). جرت على غير من هي له من دون الإبراز؛ لكونها فعلاً أو استئنافاً. والباء مزيدة للتوكيد، كما في (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ)، أو للسببية والمفعول محذوف أي: أخبار رسول اللَّه بسبب المودة. (وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ). حال من فاعل (تُلْقُونَ) إن جُعِل مستأنفاً، وإلا جاز أن يكون منه أو من فاعل (لَا تَتَّخِذُوا). (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) استئناف جار مجرى التفسير كأنه قيل: كيف كفروا؟ فقيل: كفروا أسد الكَفر لإخراجهم الرسول والمؤمنين لإيمانهم باللَّه مولاهم خاصة لا لغرض آخر. وهذا أملأ فائدة من جعله حالاً من فاعل كفروا. (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي) حذف جواب الشرط؛ لدلالة ما قبله عليه. (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ماذا فعلوا حتى عوتبوا بما عوتبوا؟. ولذلك أوثر إن على إذا. ويجوز إبداله من " تلقون ". و " الباء " فيه كما في تلقون. (وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ) منكم وأطلع رسولي عليه. فأي فائدة في الإسرار بعد علمكم بهذا وإيمانكم به. (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) الطريق القويم.
(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً ... (2) إن يظفروا بكم يظهر لكم منهم نتيجة العداوة، من الإضرار بما يمكنهم. (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ) بالقتل والشتم.