والرسول المبلّغ ما أُوحِيَ إليه منه باتباع شريعته والرضا بحكمه "فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم" بما تقصر العبارة عن تفصيله وبيانه "من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".

وفي الحديث: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل بهذه الآية1.

ومعنى الصدّيق والشهيد والصالح مفصل في التفسير.

وفي الآية فضل ترغيب في الطاعة ومزيد تشويق إليها ببيان أن نتيجتها أقصى ما تنتهي إليه همم الأمم، وأرفع ما تمتد إليه أعناق أمانيهم، وتشرئب إليه أعين عزائمهم، من مجاورة أعظم الخلائق مقداراً، وأرفعهم مناراً، وليس المراد بالمعية اتحاد الدرجة، ولا مطلق الاشتراك في دخول الجنة، بل كونهم فيها بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر وزيارته متى أراد وإن بعدت المسافة بينهما، ومنهم من قال لا مانع من أن يرفع الأدنى إلى منزلة الأعلى متى شاء تكرمة له ثم يعود ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015