وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً "،. قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر". قال: صدقت قال: أخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". قال: صدقت. قال: أخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ". قال: أخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ". فمضى، فلبث ملياً، فقال صلى الله عليه وسلم: يا عمر أتدري من السائل؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم"1.
الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، توفي وله من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً نبىء باقرأ، وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، بعثه الله بالإنذار عن الشرك والدعوة إلى التوحيد.
والدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} 2.
ومعنى {قُمْ فَأَنْذِرْ} : يعني أنذر عن الشرك وادع إلى التوحيد، {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} عظمه بالتوحيد، {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أي: طهر أعمالك من الشرك، {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} الرجز الأصنام، وهجرها تركها، والبراءة منها وأهلها، وفراقها وأهلها، وعداوتها وأهلها، أخذ على هذا عشر سنين، وبعد العشر عرج به إلى السماء، وفرض عليه الصلوات الخمس، وبقي بمكة ثلاث سنين، وبعدها أمر بالهجرة، والهجرة الانتقال من بلد الشرك، وهي باقية إلى أن تقوم الساعة، والدليل قوله