وكانت تحلى قبل هذا تجملاً ... وقد غذيت فيما أمر الذي حلا

أظن على فقد الشهيد بكر بلا ... كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى

تجملها بالصبر لاعجها أعرى

إلى موقف سرنا بغير توقف ... يزيد بكائي عنده بتلهف

ولما تجارينا بفلك ومدنف ... جرت فجرى كل إلى خير موقف

يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى

ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمى ... إلى درة الفخر التي لن تقوما

فخضنا إليه البحر والبحر قد طما ... وكم غمرة خضنا إليه وإنما

يخوض عباب البحر من يطلب الدرا

إلى مرقد يعلو السماكين منزلا ... وقد نال ما نال الضراح من العلى

نسير ولا نلوي على السير معدلاً ... نؤم ضريحاً ما الضراح وإن علا

بأرفع منه ولا ساكنه قدرا

فزوج ابنة المختار كان غضنفراً ... علا وارتضته الطهر من سائر الورى

تعرف من هذا الذي طال مفخراً ... حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى

على الذرى بل زوج فاطمة الزهرا

عيون الورى إن لاحظت منه كنهه ... ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا

وإن مقاماً لا ترى العين شبهه ... مقام عليّ كرم الله وجهه

مقام عليّ رد عين العلى حسرى

لقد صير الغبراء خضراء قبره ... وأشرق فيها في الحقيقة بدره

وقد وافق الأعجاز لله دره ... أثير مع الأفلاك خالف دوره

فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا

أحاط بنا علماً فليت سليقة ... تفيد علوماً عن علاه دقيقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015