عقائد هي عين الحق هادية ... إلى صراط سوي جل عن دغل
من سنة المصطفى والآي قد نسجت ... تلك البرود فكانت أشرف الحلل
وطرزت بدراري العقل ساطعة ... منها البراهين تمحو غيهب الزلل
قد أظهرت بدعاً صارت ترى سنناً ... لدى الألي سكروا عن شرعة الرسل
قوم هم نهجوا سبل الغواية إذ ... زاغوا فعندهم إبليس خير ولي
والقطب والغوث والأبدال من تركوا ... شرائع الدين أو سبوه بالجمل
قلنا لهم لم يصلوا قيل عندكم ... وبعضهم قال هم عنها لفي شغل
جهال قلنا فقالوا اللب عندهم ... والقشر عندكم للرد والجدل
فساق قلنا فقالوا يسترون على ... أحوالهم كي تظنوهم من السفل
قلنا زناة فقالوا ذاك عن حكم ... أقلها سد ثقب الفلك عن خلل
قلنا لهم يأكلون السحت قيل هم ... بحر ولا تقذر الأمواج بالبصل
برهانهم من حكايات مزخرفة ... هي الغرور من الشيطان للختل
عمي عن الحق صم حيث عالمهم ... لا يدرك الفرق بين الجذب والخبل
تباً وتباً لسياراتهم فلقد ... غشت على عين شرع الله بالقذل
تكونت من مناكير منغصة ... ومن جنون ومن حمق ومن ثمل
ولو ترى لرأيت النكر غشولهم ... وثور أعلامهم من أسمج الحيل
وطالما مر من للدين منتسب ... مخشوشع ضارع يبكي بكا العيل
وهزهم للتوابيت التي ارتفعت ... ونكس أرؤسهم باللثم والقبل
وقولهم يا بني يحيى عليك به ... فخذه واقتله وانصرني على عجل
وغائبي يوم تأتيني به عجلا ... نذري إليك كذا يأتي بلا مهل
كم غصة قتلت كم رجفة قصمت ... ظهر الأريب وكم نبل من الأسل
حتى أقامت به الأعداء حجتهم ... من كل منتقص للدين أو لولي
واضيعة الدين إذ أهل الكتاب غدت ... تظن ذا دين خير الرسل واخجلي
ويا خسارتهم يا قبح ما فعلوا ... كأنهم لم يميزوا الرب من هبل
ويا شقاوة قوم بين أظهرهم ...
لو نافقوا وتلوا متناً من الخبل