فَعمل ابْن موراطير
(مَا الْعِيد فِي حلَّة وطبق من الْحَرِير ... إِنَّمَا الْعِيد فِي التلاقي مَعَ الشّعير)
فَأطلق لَهُ النَّاصِر عشرَة أَمْدَاد شعير كَانَت قيمتهَا فِي ذَلِك الْوَقْت خمسين دِينَارا
وَكَانَ أَبُو الْحجَّاج ابْن موراطير قد خدم بصناعة الطِّبّ الْمَنْصُور أَبَا يُوسُف يَعْقُوب
وَلما توفّي الْمَنْصُور خدم لوَلَده النَّاصِر وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَمن بعد النَّاصِر أَيْضا خدم لوَلَده أبي يَعْقُوب يُوسُف الْمُسْتَنْصر بن النَّاصِر
وَكَانَ أَبُو الْحجَّاج بن موراطير قد عمر عمرا طَويلا وَكَانَ حظيا عِنْد الْمَنْصُور مكينا عِنْده رفيع الْمنزلَة
وَكَانَ يدْخل مجْلِس الْخَاصَّة مَعَ الْأَشْيَاخ للمذاكرة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَمَات بالنقرس فِي مراكش فِي دولة الْمُسْتَنْصر
هُوَ ابْن أُخْت أبي الْحجَّاج يُوسُف بن موراطير كَانَ طَبِيبا فَاضلا وأديبا شَاعِرًا وشعره مَوْصُوف بالجودة
مولده ومنشؤه بغرناطة
وَكَانَ جيد النّظر فِي الطِّبّ حسن العلاج وخدم بصناعة الطِّبّ الْمَنْصُور ثمَّ خدم بعده لوَلَده النَّاصِر وَمَات فِي دولة النَّاصِر فِي مراكش
كَانَت لَهُ عناية بَالِغَة فِي صناعَة الطِّبّ وَأَصله من بجاية وَنقل إِلَى الحضرة وَكَانَ أَمِين البيمارستان وطبيبه بالحضرة وَكَذَلِكَ ولداه
والأكبر مِنْهُمَا وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد قتل فِي غَزْوَة الْعقَاب فِي الأندلس مَعَ النَّاصِر وَتُوفِّي الداني فِي مراكش فِي دولة الْمُسْتَنْصر بن النَّاصِر
كَانَ فَاضلا فِي صناعَة الطِّبّ خَبِيرا بقوى الْأَدْوِيَة المفردة والمركبة كثير الْعِنَايَة بهَا
وَكَانَ صَاحب خزانَة الْأَشْرِبَة الَّتِي يَأْخُذهَا الْخَلِيفَة الْمَنْصُور من عِنْده وَكَذَلِكَ كَانَ وَالِده فِي خدمَة أبي يَعْقُوب وَالِد الْمَنْصُور
وَتُوفِّي أَبُو يحيى فِي مراكش فِي دولة الْمُسْتَنْصر وَكَانَ لَهُ ولد فَجعل مَوْضِعه فِي الخزانة عوضا عَن أَبِيه
مولده ومنشؤه بإشبيلية وَكَانَ أديبا شَاعِرًا حسن الشّعْر متميزا فِي صناعَة الطِّبّ مَحْمُود الطَّرِيقَة