برسائل إخْوَان الصفاء
وَلَا نعلم أحدا أدخلها الأندلس قبله
وَله عناية بالطب ومجربات فاضلة فِيهِ ونفوذ مَشْهُور فِي الكي وَالْقطع والشق والبط وَغير ذَلِك من أَعمال الصِّنَاعَة الطبية
قَالَ وَلم يكن بَصيرًا بِعلم النُّجُوم التعليمي وَلَا بصناعة الْمنطق أَخْبرنِي عَنهُ بذلك أَبُو الْفضل حسداي بن يُوسُف بن حسداي الإسرائيلي وَكَانَ خَبِيرا بِهِ
وَمحله فِي الْعُلُوم النظرية الْمحل الَّذِي لَا يجارى فِيهِ عندنَا بالأندلس
وَتُوفِّي أَبُو الحكم الْكرْمَانِي رَحمَه الله بسرقسطة سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ تسعين سنة أَو جاوزها بِقَلِيل
هُوَ أَبُو مُسلم عمر بن أَحْمد بن خلدون الْحَضْرَمِيّ من أَشْرَاف أهل أشبيلية وَمن جملَة تلامذة أبي الْقَاسِم مسلمة بن أَحْمد أَيْضا وَكَانَ متصرفا فِي عُلُوم الفلسفة مَشْهُورا بِعلم الهندسة والنجوم والطب مشبها بالفلاسفة فِي إصْلَاح أخلاقه
وتعديل سيرته وتقويم طَرِيقَته
وَتُوفِّي فِي بَلَده سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
وَكَانَ من أشهر تلامذة أبي مُسلم بن خلدون أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الصفار المتطبب
من أهل طليطلة أحد المعتنين بِعلم الهندسة والنجوم والطب وَله مُشَاركَة فِي عُلُوم اللِّسَان وحظ صَالح من الشّعْر وَهُوَ من أَقْرَان القَاضِي أبي الْوَلِيد هِشَام بن أَحْمد بن هِشَام
كَانَ فِي أَيَّام الْأَمِير مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط وَكَانَ طَبِيبا حاذقا مجربا وَكَانَ صهر بني خَالِد وَله بقرطبة أصُول ومكاسب
وَكَانَ لَا يركب الدَّوَابّ إِلَّا من نتاجه وَلَا يَأْكُل إِلَّا من زرعه وَلَا يلبس إِلَّا من كتَّان ضيعته وَلَا يستخدم إِلَّا بتلاده من أَبنَاء عبيده
كَانَ فِي أَيَّام الْأَمِير مُحَمَّد أَيْضا وَله اللعوق الْمَنْسُوب إِلَى جواد وَله دَوَاء الراهب والشرابات والسفوفات المنسوبة إِلَيْهِ وَإِلَى حمدين وَبني حمدين كلهَا شجارية
كَانَ بارعا فِي الطِّبّ ناهضا فِي زَمَانه فِيهِ
وَكَانَ بقرطبة وسكنه عِنْد بيعَة سبت أخلج
وَكَانَت