وقد ذكرنا ذلك عن جملة من التابعين.

وعلى أن قول علي وابن عباس وابن عمر أولى: لأنه كإجماع الصحابة.

وقد قيل: إن الوضوء كان واجبا في أول الإسلام على الناس كل صلاة، سواء كانوا محدثين أو متطهرين، فلما صلى النبي عليه السلام صلوات بطهر واحد علم أن ذلك قد نسخ، وبقي على ذلك علي ابن مسعود وابن عمر إلى أن ماتوا - رضي الله عنهم -، فعلم أنهم كان يستحبون ذلك، وبقي المتيمم على أصله؛ لأنه بدل الوضوء الذي كان واجبا لكل صلاة لم ينسخ، لا يجوز نسخه بقياس خاصة وعلي وابن عباس وابن مسعود وابن عمر على ذلك.

وقد قيل: إن الوضوء لكل صلاة مخصوص بفعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين جمع الصلوات عام الفتح بوضوء واحد، وهذا كله يدل على أن المفهوم من قوله - تعالى -: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} الوضوء عند كل قيام إلى الصلاة، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015