عيون الاثر (صفحة 339)

سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ

رُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْد قَالَ: ثُمَّ سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ [العمري] [1] إِلَى أَبِي عَفَكٍ الْيَهُودِيِّ، فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو عَفَكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا، قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ وَمِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ أَقْتُلَ أَبَا عَفَك أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ، فَأَمْهَلَ يَطْلُبُ لَهُ غرةً، حَتَّى كَانَتْ لَيْلَة صَائِفَة، فَنَامَ أَبُو عَفَكٍ بِالْفِنَاءِ [وعلم] [2] بِهِ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَقْبَلَ فَوَضَعَ السَّيْفَ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ حَتَّى خَشَّ فِي الْفِرَاشِ، وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَثَابَ إِلَيْهِ ناس ممن [هم] [3] عَلَى قَوْلِهِ، فَأَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ وَقَبَرُوهُ، فَقَالَتْ أُمَامَةُ الْمُرَيْدِيَّةُ فِي ذَلِكَ:

تُكَذِّبُ دِينَ اللَّهِ وَالْمَرْءَ أحمدا ... لعمرو الَّذِي أَمْنَاكَ أَنْ بِئْسَ مَا يُمْنِي

حَبَاكَ حنيفا آخِرَ اللَّيْلِ طَعْنَةً ... أَبَا عَفَكٍ خُذْهَا عَلَى كِبَرِ السِّنِّ

الْبَيْتَانِ عَنِ ابْنِ سَعْد، وَكَانَ أَبُو عَفَك مِمَّنْ نجم نِفَاقه حِينَ قَتَلَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحرث بْنَ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَهِدَ سَالِمٌ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ فِيهِ مُوسَى بن عقبة:

سالم بن عبد الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015