وَمن عيوبها الكسل وَالْقعُود عَن الْأَمر
ومداواتها انه يعلم انه مَأْمُور من جِهَة الْحق ليحمله فَرح ذَلِك على النشاط وَلذَلِك سَمِعت جدي إِسْمَاعِيل بن مجيد رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول التهاون بِالْأَمر من قلَّة الْمعرفَة بالآمر
وَمن عيوبها ان تتزين بزِي الصَّالِحين فتعمل عمل أهل الْفساد
ومداواتها ترك زِينَة الظَّاهِر إِلَّا بعد إصْلَاح الْبَاطِن فَإِن تزين بزينة قوم اجْتهد فِي أَن يوافقهم فِي أَخْلَاقهم وأفعالهم كلهَا وَبَعضهَا لِأَنَّهُ روى فِي الْخَبَر أَنه قَالَ كفى بِالْمَرْءِ شرا ان يرى النَّاس أَنه يخْشَى الله وَقَلبه فَاجر وَقَالَ ظَاهر أَبُو عُثْمَان زِينَة الظَّاهِر مَعَ فجور يُورث الْإِصْرَار
وَمن عيوبها تَضْييع أوقاته بالاشتغال بِمَا لَا يعنيه من أُمُور الدُّنْيَا والخوض فِيهَا مَعَ أَهلهَا
ومداواتها أَن يعلم أَن وقته أعز الْأَشْيَاء عَلَيْهِ فيشغله بِأَعَز الْأَشْيَاء وَهُوَ ذكر الله والمداومة على طَاعَته ومطالبته الْإِخْلَاص من نَفسه فَإِنَّهُ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَالا يعنيه) وَمن ترك مَا لَا يعنيه اشْتغل بِمَا يعنيه وَقَالَ الْحسن عَلَيْك بِنَفْسِك إِن لم تشغلها أشغلتك