عيار الشعر (صفحة 180)

(إِذا نَزَل الشِّتَاءُ بِدَارِ قَوْمٍ ... تَجَنَّبَ دارَ قَوْمِهمُ الشِّتَاءُ)

(هُمُ القَوْمُ الَّذين إذَا أَلمَّتْ ... من الأيَّامِ مُظْلِمَةٌ أضَاؤوا)

فَقَوُلهُ: " أضَاؤا " حَسَنَةٌ المَوْقع.

فَهِذهِ أمْثلةٌ قد احْتَذَى عَلَيْهَا المُحْدَثون من الشُّعراءِ، وسَلَكوا مِنْهَاجَ مَنْ تَقدَّمَهُمْ فِيهَا وأبْدَعُوا فِي أشْيَاءَ مِنْهَا سَتَعْثُر بهَا فِي أشْعَارِهِمْ كقَوْلِ أبي عُيَيْنَة المُهَلَّبي:

(دُنْيَا دَعَوْتُكِ مُسْمِعاً فأجِيبي ... وَبِمَا اصْطَفَيْتُكِ للهَوَى فأثيبي)

(دُومي أدُمْ لكِ بالوَفَاءِ على الصَّفَا ... إِنِّي بِعَهْدِكِ واثقٌ فَثقِي بِي)

فقولُهُ: " فَثقِي بِي " لطيفَةٌ جِدّاً، فَيُسْتَدَلُّ بهَا على حِذْقِ قَائِلهَا بنَسْجِ الشِّعْر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015