قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هَارُونَ الْأَعْوَرِ هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ
وَهَارُونُ الْأَعْوَرُ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ أَبُو مُوسَى هارون بن موسى المقرئ النَّحْوِيُّ الْبَصْرِيِّ وَهُوَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى الِاحْتِجَاجِ بحديثه انْتَهَى
[3995] (الذِّمَارِيُّ) بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ وَرَاءٍ مَنْسُوبٌ إِلَى ذِمَارٍ قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ كَذَا فِي لُبِّ اللُّبَابِ (عن جابر) هو بن عبد الله (قال رأيت النبي يَقْرَأُ أَيْ فِي) سُورَةِ الْهُمَزَةِ (أَيَحْسَبُ) هَكَذَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ بِإِثْبَاتِ حَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ قَبْلَ يَحْسَبُ لَكِنْ مَا وَجَدْنَا هَذِهِ الْقِرَاءَةَ فِي كُتُبِ التَّجْوِيدِ وَالتَّفْسِيرِ بَلِ الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ بِحَذْفِ حَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ كَمَا فِي نُسْخَةِ الْمُنْذِرِيِّ وَنُسْخَةٍ وَاحِدَةٍ مِنِ السُّنَنِ
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي الدُّرِّ أخرج بن حبان والحاكم وصححه وبن مَرْدَوْيهِ وَالْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ قَرَأَ (يَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) بِكَسْرِ السِّينِ انْتَهَى
وَفِي غَيْثِ النَّفْعِ فِي الْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ يَحْسَبُ قَرَأَ الشَّامِيُّ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِفَتْحِ السِّينِ وَالْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ انْتَهَى (أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) أَيْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَخْلُدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يَمُوتُ لِيَسَارِهِ وَغِنَاهُ
قَالَ الْحَسَنُ مَا رَأَيْتُ يَقِينًا لَا شَكَّ فِيهِ أَشْبَهَ بِشَكٍّ لَا يَقِينَ فِيهِ مِنَ الْمَوْتِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ لَا يَشُكُّونَ فِي الْمَوْتِ مَعَ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ عَمَلَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَخْلُدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يَمُوتُ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو هِشَامٍ الذِّمَارِيُّ الْأَنْبَارِيُّ وَثَّقَهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كَانَ يُصَحِّفُ وَلَا يُحْسِنُ يَقْرَأُ كِتَابَهُ
وقَالَ أبو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ لَيْسَ بِقَوِيٍّ
وَقَالَ الْمَوْصِلِيُّ أَحَادِيثُهُ عَنْ سُفْيَانَ منا كبر انْتَهَى
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَامِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ وَرَوَى عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ضَعَّفَهُ الْفَلَّاسُ جِدًّا وَقِيلَ إِنَّهُ كَذَّبَهُ
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ غَيْرُ عَبْدِ الملك بن عبد الرحمن الصنعاني الذمار الْأَنْبَارِيِّ أَبُو هِشَامٍ الَّذِي وُلِّيَ الْقَضَاءَ فَقَتَلَهُ الْخَوَارِجُ يَرْوِي أَيْضًا عَنِ الثَّوْرِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْلَةَ وَثَّقَهُ الْفَلَّاسُ وَحَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل وبن رَاهَوَيْهِ نَزَلَ الْبَصْرَةَ انْتَهَى