بمعنى العموم، ويصح أن يكون راجعا إلى الإنسان الكافر فى قوله: قُتِلَ الْإِنْسانُ [عبس: 17]، والمعنى عليه أن ذلك الإنسان الكافر لم يقض ما أمره به ربه من التأمل فى دلائل عجائب خلق الله تعالى (?).

ثانيا: آيات فى إمداد الإنسان بما يحتاج إليه من رزق وطعام:

قدمنا دلائل القرآن على الماديين فى إثبات وجود البارى بذكر خلق الإنسان، وتطوراته، وبيان نشأته، وهى وقائع محسوسة، وآيات ملموسة لا يتأتى لعاقل إنكارها، ولا يستطيع ذو فطرة سليمة أن يجحدها، اللهم إلا عند من خسر نفسه، وكفر بالضروريات والمشاهدات، وصدق الله إذ يقول: وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان: 32].

ثم إن الله تعالى أمد الإنسان بإمدادات هى قوام حياته، وأصل غذائه ومعاشه، وأساس منافعه وحاجاته، هى أيضا براهين ودلائل على وجود الخالق سبحانه، منعما عظيما، وبرا رحيما، ومتفضلا دائم الفضل، عميم الكرم. ونسوق فيما يأتى بعض هذه الإمدادات، وتلك النعم، بيانا للضالين، وعظة وعبرة للمتقين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015