سيره إلى الله تعالى، وذلك إنما يتم مع الصوم، بل اصطفى له النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل أيام الصوم، وهو العشر الأخير من رمضان، وشرع فيه حبس اللسان عن كل ما لا ينفع في الآخرة من فضول الكلام، وشرع فيه قيام الليل اغتنامًا لشرف الوقت، واجتنابًا لفضول النوم، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا اعتكف، دخل قبته وحده، وكان لا يدخل بيته إلا لحاجة الإنسان، كل هذا: "تحصيلًا لمقصود الاعتكاف وروحه، عكسَ ما يفعله الجهالُ من اتخاذ المعتكَف موضعَ عِشرة، ومجلبة للزائرين، وأخذِهم بأطراف الأحاديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون، والله الموفق" (?).
الثانى: الاعتكاف سنة في كل وقت، وآكده في رمضان، وآكده في العشر الأخير منه، فإذا تعارض مع فرضٍ كَبِرِّ الوالدين أو طاعةِ الزوج قُدِّم الفرض، كما يُفعل في نظائره عند التعارض، والله أعلم.
وهذا آخر ما قصدت إلى جمعه من الفوائد والتنبيهات، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.