لقد كان من القضايا التي واجهت الصحوة الإسلامية "قضية المرأة" تلك القضية ذات الارتباط الوثيق بالنظام الاجتماعي في الإسلام، والتي يتفرع عنها مسائل تعليمها، وعملها، وحجابها..
وحول هذا الأخير نشأ الجدل، وثارت التساؤلات ما بين مخلص حائر يبحث عن الحق، وبين مغرض مجادل في الحق بعد ما تبين.
من هنا احتدم الجدال حول "حكم تغطية المرأة وجهها وكفيها عن الرجال الأجانب عنها. وهل ذلك فرض أم فضل؟ ".
فمن قائل: إن النقاب بدعة تركية، أو مملوكية، أو فارسية إيرانية.
ومن قائل: إنه رجعية جاهلية.
ومن قائل إنه بدعة وتنطع يأباه دين الإسلام ... إلخ.
بل ذهب بعض المضلين إلى الإفتاء بأن العلماء مجمعون على بدعيته، و"براءة" الإسلام منه!!
لقد راجت هذه القضية في توقيت لافت للنظر، من حيث اقترانه بأحداث سياسية جذرية، وتحركات فكرية عَلمانية، وحملات قمع محمومة، وإجراءات تعسفية (?) حاول الساسة من خلالها إخفاء هزيمتهم النفسية أمام الصحوة الإسلامية الجارفة، وخنق هذه الدعوة الناشئة، ووأدها في مهدها.