عوده الحجاب (صفحة 909)

أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان الأموية، أخت الخليفة الراشد عمر ابن عبد العزيز رحمهما الله تعالى:

كانت مضرب المثل في الكرم والجود، فكانت تقول: " لكل قوم نَهْمة (?) في شيء، ونهمتي في الإعطاء"، وكانت تعتق كل يوم جمعة رقبة، وتحمل على فرس في سبيل الله عز وجل، وتقول: " أف للبخل، لو كان قميصًا لم ألبسه، ولو كان طريقًا لم أسلكه " (?) .

عجردة العمية:

عن آمنة بنت يَعْلى بن سُهَيل قالت:

(كانت عجردة العمية تغشانا، فتظل عندنا اليوم واليومين، قالت: فكانت إذا جاء الليل لبست ثيابها، وتقنَّعت، ثم قامت إلى المحراب، فلا تزال تصلي إلى السحَر، ثم تجلس فتدعو حتى يطلع الفجر، فقلت لها- أو قال لها بعض أهل الدار-: " لو نمتِ من الليل شيئًا؟ "، فبكت، وقالت: "ذكر الموت لا يدعُني أنام " (?)) .

وكانت تحيي الليل، وكانت مكفوفة البصر؛ فإذا كان السحر، نادت بصوت لها محزون: " إليك قطع العابدون دجى الليالي يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك، فبك يا إلهي أسألك لا بغيرك أن تجعلني في أول زمرة السابقين، وأن ترفعني لديك في عليين في درجة المقربين، وأن تلحقني بعبادك الصالحين، فأنت أرحم الرحماء، وأعظم العظماء، وأكرم الكرماء يا كريم، ثم تخر ساجدة فيُسمع لها وجبة، ثم لا تزال تدعو، وتبكي إلى الفجر (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015