عوده الحجاب (صفحة 506)

ما ضَيَّعْتِهِ ") ] اهـ (?) .

إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله:

قال مطرف: قال مالك: (قلت لأمي: " أذهب، فأكتب العلم؟ "، فقالت: " تعال، فالبس ثياب العلم "، فألبستني مسمرة، ووضعت الطويلة على رأسي، وعممتني فوقها، ثم قالت: " اذهب، فاكتب الآن "، وكانت تقول: " اذهب إلى ربيعة، فتعلًّمْ من أدبه قبل علمه ") (*) اهـ.

ثم إذا نشرنا صفحة العهد العباسي، بل صفحة العهد الإسلامي لا نجد في تضاعيفها امْرَءَا دنت له قطوف العلم والحكمة، ودانت له نواصي البلاغة والفصاحة كمحمد بن إدريس الشافعي فهو الشهاب الثاقب الذي انتظم حواشي الأرض، فملأ أقطارها علما وفقهًا، ذلك أيضًا ثمرة الأم العظيمة.

فقد مات أبوه وهو جنين أو رضيع، فتولته أمه بعنايتها، وأشرقت عليه بحكمتها، وكانت امرأة من فضليات عقائل الأزد (?) ، وهي التي تنقلت به من " غزة " مهبطه إلى " مكة " مستقر أخواله، فربته بينهم هنالك.

(وكانت أم الشافعي رحمها الله - باتفاق النقلة- من العابدات القانتات، ومن أزكى الخلق فطرة (?) ، ومن طريف ما يحكى عنها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015