عوده الحجاب (صفحة 383)

لقد شرع الله للمؤمنين شِرعة الإخاء بقوله جل شأنه: (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات (10) فلم يكن يفرق بين المسلمة والمسلم، ولا بين المسلم والمسلمة، إلا شريف الخلق وخسيسه، فذلك حيث يقول الله تباركت حكمته في كتابه الكريم: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات) النور (26) ، وكذلك استن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة المساواة بقوله: "المسلم أخو المسلم" (152) ، وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم: (كل نسب وصِهْرٍ ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري" (153) ، ولا أدل على ما نقول من: [حديث فاطمة بنت الأسود المخزومية - وهي امرأة من ذوات الشرف والحسب في قريش - وَهَنت نفسها فسرقت، فقامت عليها البينة، فوجب عليها الحد فأَهَمَّ ذلك قريشًا، فقالوا: من يكلِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015