عوده الحجاب (صفحة 1420)

تفسد القلوب، وتعصف بالعقول، وتشيع الفاحشة؟

إنه ما من شاب مسلم يبتلي منكِ اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله، وتصده عن صراطه المستقيم - كان بُوسعكِ أن تجعليه في مأمنٍ منها - إلا أعقبك منها غدًا نكال من الله عظيم.

يا غافلا يتمادَى ... غدًا عليكَ يُنادَى

هذا الذي لم يُقَدِّمْ ... قبل الترحُّل زادا

هذا الذي وعظوه ... وخَوَّفوه المعادا

فلم يكن لمنادِيه ... طائِعًا منقادا (?)

بادري إلى طاعة ربك عز وجل، ودعي عنكِ انتقادَ الناس ولومَهم،

فإن حساب الله غدا أشد وأعظم:

أيها اللائمُ دعني ... لستُ أصغي للملام

انني أطلب مُلكًا ... نيلُه صعْبُ المرام

في جِنانِ الخُلْدِ في الفِرْ ... دَوْسِ في دارِ السلام

قولي لدعاة الرذيلة، وخونة الفضيلة:

إليك عني، إليكَ عني ... فلستُ منكَ، ولستَ مني

ترفعي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم، فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم، عن عروة بن الزبير رضى الله عنهما مرفوعا: "من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس" (?) .

وإن كنتِ حقا قد رضيتِ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوة وقدوة:

فسارعي إلى التوبة، ولا تُسَوِّفي، بل قولي كما قال موسى عليه السلام: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015