عوده الحجاب (صفحة 1347)

مريدا خطبتها لكنها أبت أن تنكحه.

جاء في رواية البخاري أنه كان ممن خطبها، فأبت أن تنكحه، فقال لها

ما قال، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "كذب (?) أبو السنابل" رواه أحمد، وفي رواية

الموطأ: فخطبها رجلان أحدهما شاب، وكهل، فحطت إلى الشاب، فقال الكهل: "لم تحلي"، وكان أهلها غَيَبًا فرجا أن يؤثروه بها" (?) اهـ.

فأين في الحديث جواز كشف الوجه والكفين لغير الخاطب؟

ثالثا: أما استدلال محدث الشام بقصة سبيعة على أن الكفين لم يكونا عورة في عرف نساء الصحابة: فيرده ما سبق ذكره (?) مرارًا امن أدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء على أن عرفهن الغالب كان الاستتار

الكامل عن الرجال، ويرده كذلك قول سبيعة نفسها في رواية أخرى: "فلما قال لي ذلك - أي أبو السنابل - جمعتُ عَلَيَّ ثيابي حين أمسيت، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك. . . الحديث".

فقولها: "جمعت علي ثيابي" يوحى بأنها خرجت عن حال التزين المذكورة، وإذا ضممنا إليها قولها: "حين أمسيت" فهمنا عن سلوكها رضي الله عنها حرصها الشديد على الاستتار عن الأجانب ليس فقط بالحجاب بل أيضا بظلام الليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015