والغلبة أعلى من النصر فهي تزيد عليه بالقوة مع القهر والشدة (?) ، فهي رتبة أعلى ومرحلة يصل بها التمكين إلى مشارف الكمال ولقد تكفل بها الله - سبحانه وتعالى - لرسله وجنده المؤمنين. قال - تعالى -: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (?) . وقال - سبحانه -: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (?) .
وقد حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين:-
1- غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم.
2- غلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لمن أمر بالقتال منهم.
لكن أغلب معاني الغلبة في القرآن الكريم غلبة بالسيف والسنان، كقوله - تعالى -: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (?) ، {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} (?) الآية.