ومما يوضح ويصور تلك الثورة الصناعية في مملكة سليمان - خلاف واقعة موته - مجيء التعبير عن عمل الجن في منتجات الصناعة بالفعل المضارع {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} .. الآية فالتعبير بالمضارعة في {يَعْمَلُونَ} يفيد الدوام والاستمرار والتجدد.
وكذلك مما يفيد ذلك قوله - تعالى - في الآية قبل آية ذكر أعمال الجن: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} .. (?) الآية. قال الواحدي في تفسير الآية: (قال المفسرون: أجريت له عين الصفر - أي النحاس - ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء، وإنما يعمل الناس اليوم بما أُعطي سليمان) (?) .