لقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم مصنوعات عدة ومتنوعة، إلا أنه - سبحانه وتعالى - لم يذكر مصنوعًا من تلك المصنوعات إلا في معرض تمكينه لدعوة الحق، وجعله مظهرًا من مظاهر تمكينها، أو عاملًا أساسيًا في تحققه لها عن طريق ذلك المصنوع أو يذكره - سبحانه وتعالى - في معرض امتنانه - سبحانه وتعالى - على أهل الإيمان وبني الإنسان، ويعد - سبحانه - تلك الصنعة أو ذلك المصنوع من نعمائه عليهم وتعليمه لهم، قال - تعالى - مبينا كيف أنجى نبيه نوحًا - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بوسيلة صناعية علمه صناعتها وهي السفينة: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} (?) ومعنى بوحينا أي: "بما أوحينا إليك من كيفية صنعها" (?) وقال ابن كثير: "أي تعليمنا لك ما تصنعه" (?) أما في معرض امتنانه - سبحانه وتعالى - بنتاج الصناعة فلقد قال - سبحانه وتعالى -: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} (?) فامتن - سبحانه - بما علمه لنبيه داود من صناعة الدروع الواقية في الحروب من الطعن والضرب والرمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015