وقُصرت في أكنان النعيم، وغُذّيت بماء التسنيم، فلا تخلف عهدها، ولا يتبدّل وُدّها فأيهما أحقّ برفعة الثمن؟ قال: التي وصفت، قال فإنها الموجودة الثمن القريبة المخطب، قال: فما ثمنها رحمك الله؟ قال: اليسير المبذول، أن تفرّغ ساعة في ليلك فتصلي ركعتين تخلصهما لربك، وأن يوضع طعامك فتذكر جائعك فتؤثر الله على شهوتك، وأن تقطع أيامك بالبُلغة، وترفع همتك عن دار الغفلة، فتعيش في الدنيا بعز القنوع، وتأتي غداً إلى موقف الكرامة آمناً، وتنزل غداً في الجنة مخلّدًا.

فقال الرجل: يا جارية أسمعتِ ما قال شيخنا هذا؟ قالت: نعم، قال: أفصدق أم كذب؟ قالت: بل صدق وبرّ ونصح، قال: فأنت إذاً حرة لوجه الله، وضيْعة كذا وكذا صدقة عليك، وأنتم أيها الخدام أحرار، وضيْعة كذا وكذا لكم، وهذه الدار بما فيها صدقة مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015