الرابع: معرفة المحبوب الحق وما يتصف به من صفات الكمال والجمال والجلال.
ويكفي في هذا أن أهل الجنة بعد ما يباشرون نعيمها الذي هو فوق الوصف إذا رأوا ربّهم وسمعوا كلامه وَدُّوا ألاَّ يعودوا إلى نعيمهم فيها وأن يدوم لهم قُرْب محبوبهم ورؤية وجهه الكريم وسماع كلامه حيث أن هذا متعلق القلب الحقيقي الذي لذته فيه أعظم من لذة النعيم المخلوق في الجنة فضلاً عن محبوبات الدنيا ونعيمها، لكن لابد من التّخْلية قبل التحْلية فتفريغ القلب من المحبوبات المتصوَّرة المتخيَّلة المنقوشة صورها في القلب لابد منه لتبقى المحبة الحقيقية بلا مُزَاحم بانجلاء هذه الحجب الكثيفة، لِتُفْضي المحبة للمحبوب الحق، وتأمل هذه