قد كتبتُ كلاماً في هذا في نسخة (دِشٌ ودين كيف يجتمعان) ومن المناسب هنا الكلام في ذلك ليُعْلم جيداً أن في التعبّد للإله الحق حِكَمٌ وصْفها فوق ما يخطر بالبال ويجول في الخيال، وأن آثار الحسنات والسيئات مباشر لروح العبد وبدنه يؤثر فيه حُسْناً وقبحاً، استنارة وظلمة أُنْساً ووحْشة، طيب رائحة وضدها في حال حياته وأن الله سبحانه كان محسناً في الأزل وله الجلال والجمال والكمال بلا مشارك وأنه أراد أن يُفيض إحسانه على مخلوق يخلقه وهو الإنسان خلاصة الوجود وموضع فضل الإله فصَوّره بأحسن صورة وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وسخر له كل شيء وإنما خلقه من أجله لا من أجل المخلوقات، فإذا تعلّق قلبه بالمخلوقات انقطع عن إلهه ومعبوده الحق.