إذا تعلق القلب بشيء سوى الله يرى أن فيه أُنسه وسروره وشفاء قلبه بل ولذّته وتنعّمه فإنها تعمى عينه عن النظر إلى مساويء هذا المحبوب وتصم الأذن عن سماع العذل فيه كما قيل:
وكذّبتُ طرفي فيك والطرف صادقُ
وأسْمَعْتُ أذْني منك ما ليس تسمعُ
ولذلك يقال: العشق لا يكون إلا مع فساد التصور للمعشوق وإلا فمع صحة التصور لا يحصل إفراط في الحب.
وتأمل الآن ما يقوله من بُليَ بعشق جارية سوداء.
أُحِبُّ لِحبّها السودانَ حتى ... أُحِبُّ لِحبّها سود الكلاب