قال شابٌ مُنْهَمِكٌ في المعاصي لِصاحبه:
يا صاحبي ما لي أراكَ تغيرت ... منك الطَّباع كأنَّ عقلُك ذاهلُ
عهدي بقلبك سالياً من هَمِّهِ ... واليوم أصبح فيك هَمُّ واغِلُ
قُمْ كي نُشَاهِدَ ما يَسُرُّ قلوبنا ... ودَعِ الهُمومَ وكلَّ ما هو شاغل
صُوَرٌ حِسانٌ مع سماعٍ شائقٍ ... في مشهدٍ إمتاعُهُ مُتَواصِلُ
من شاشةٍ تأتي بكل عجيبةٍ ... ألْهَمُّ للإنسان داءٌ قاتل
ماذا تقولُ وَهَلْ بهذا كلّه ... بأسٌ يَصُدُّكَ أو حِجابٌ حائلُ
قال صاحبه وكان قد تاب مما كان عليه:
إني أقولُ لَعَلَّ قلبكَ حاضرٌ ... أو ألْقِ سمعا لِلَّذي أنا قائلُ
هذا الذي زَيَّنْتَ لي أوصافهُ ... وتقولُ فيه لنا سرورٌ عاجل
هُوَ شُغْلُ قلبٍ فارغٍ مِمَّا لَهُ ... خُلِقَ العبادُ وأنتَ غِرٌّ جاهل
اسمعْ مقالة ناصح لك مُشْفِقٍ ... لا يُلْهِيَنَّكَ عن هُدَاكَ الباطل
إني علمتُ بأنَّ هذا كُلَّهُ ... داء القلوب وغمُّها المُتواصِلُ
لِلرُّوحِ يُسْكِرُ مثل سُكْر مَدَامَةٍ (?) ... لا تَسْتَفِيقُ وكل شر حاصل