وذكر أيام الصبابة والصبا … ولذة عيش كان لي غير ممنون

فثار كمين الوجد من مستقره … وبحت بسر بين جنبي مخزون

قيا ساكني نجد أأطرق حيكم … وارجع مغلوبا بصفقة مغبون

ويا ساكني الجرعاء أن كان عندكم … نصيب من الصبر الجميل فراسوني

تركت فؤادي عند خيمة زينب … وما سحر عينيها علي بمأمون

أغارت عليه حين لم يلف ناصرا … وأغرته بي حتى تعلم يجفوني

فكم خلت أن الحب لا يستفزني … وأن التصابي خلقة لا تواتيني

وكم صنت عن نظم القريض وصنته … إلى أن رأت عيني، علي بن ياسين

وله أيضا:

لعلك بعد الهجر تسمح يا بدر … بوصل فقد أودى بمهجتي الهجر

أبيت كما ترضى الكآبة والأسى … وأضحى كما تهوى الصبابة والفكر

إذا قنطت نفسي ينادي بها الرجا … رويدك كم عسر على إثره يسر

وإن ذكرت يوم الفراق تقطعت … علائق آمال يرحمها الذكر

ولا أنس يوما للسرور وبيننا … عتاب كبرد الماء لكنه الجمر

ولا كأس إلا ما سقاني به اللمى … ولا نقل إلا ما حباني به الصدر

تقول وقد مالت بمعطفها الطلا … وخفت لأن تخطو فأثقلها السكر

وقد جاذبت ريح الصبا فضل مرطها … فأومض لي برق تضمنه الثغر

أمن يومنا بالجزع أنت موله … تفيض من الاماق أدمعك الحمر

دع العتب فالعتبى أحق بيومنا … وعد عن الشكوى فقد قضي الأمر

علمنا وإن لم يعلم الحب إنه … ذلول الهوى صعب وحلو النوى مر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015