ثم ذكر أن بعض أصحابه يرون أن علل الأحكام مُوَافِقَةً لمقتضى العقل يُعَدُّ وجه إعجاز، وقرر أن مثل ذلك الاستحسان الذي يولع به أهلُ خراسانَ لا يستقيم عند الأصل الذي يبنون عليه مثل هذا.

وأخيرا يقول:"ولا نقول إن وجه الإعجاز في نظم القرآن أنه حكاية عن الكلام القديم".

ويقول الرماني (?) "وجوه الإعجاز تظهر من جهات ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة، والتحدي للكافة، والصرفة، والإخبار عن الأمور المستقبلة، ونقض العادة، وقياسه بكل معجزة".

وأراد بنقض العادة تفرد القرآن بطريقة خرجت عن عادة كلام العرب وتفوق كل طريقة.

وأراد بقياسه بكل معجزة أن سبيل فلق البحر وقلب العصا حية سبيل واحد في الإعجاز إذ خرج عن العادة فَصَدَّ الخلق عن المعارضة.

والقاضي عياض (?) في كتابه الشفا حين تعرض لإعجاز القرآن في فصله يرى أن القرآن مُنْطَوٍ على وجوه من الإعجاز كثيرة، وتحصيلهُا من جهة ضبط أنواعها في أربعة وجوه:

الأول: حسن التأليف، والتئام كَلِمِهِ، وفصاحتُه، ووجوه إيجازه، وبلاغته الخارقة عادة العرب.

الثاني: صورة نظمه العجيب، والأسلوب الغريب المخالف لأساليب العرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015