المبحث الثالث: اهتمام عمر بن عبد العزيز بعقائد أهل السنة:

اهتم عمر بن عبد العزيز بعقائد أهل السنة وحرص على تعلمها وتعليمها وبثها بين الناس، وتناثرت أقواله في عقائد أهل السنة بين المراجع والمصادر الإسلامية من عقائد وتفسير وحديث وفقه وغيرها، وقام الأستاذ حياة بن محمد بن جبريل بجمع الكثير منها ونال بهذا الجهد العلمي رسالة الماجستير والكثير ممن كتب عن حياة عمر بن عبد العزيز لم يسلط الأضواء على هذا البعد المهم في حياته والمتعلق بحرصه على توعية الناس وتعليمه المعتقد الصحيح الذي جاء ذكره في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أهم الجوانب العقائدية التي تحدث فيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

أولا: توحيد الألوهية

أولاً: توحيد الألوهية: توحيد الألوهية أساس دين الإسلام، بل هو أساس كل دين سماوي، به أرسل جميع الرسل وأنزلت عليهم جميع الكتب، وهو الذي دعا إليه كل رسول من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل هو الغاية من خلق الجن والإنسان، قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات، الآية: 56). وكان سلف هذا الأمة رحمهم الله يهتمون بهذا النوع من التوحيد وممن كان له إسهام في هذه المسألة عمر بن عبد العزيز (?)، وقبل بيان ما اثر عنه فمن الأهمية بمكان بيان المقصود من توحيد الألوهية عند إطلاقه: فعرف بأنه: استحقاق الله سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له (?). وعرفه بعض الباحثين بأنه: توحيد الله بأفعال العباد وهو المعبر عنه بتوحيد الطلب والقصد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ومحبته وخوفه ورجاءه والتوكل عليه والرهبة والرغبة منه وإليه وحده، والتقرب إليه بسائر العبادات البدنية والمالية دون إشراك أحد أو شيء من خلقه (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015