الإنسان ـ فاعمل فيهما (?)، وكان يغتنم الوقت في الأعمال الصالحة وفي سرعة التوجيه والبت السريع في الأمور وإتخاذ القرارت الإدارية، وتلافي كل من شأنه تأخير أو عمل أو مصلحة، فإن أهم الأدلة على ذلك ما كان منه من سرعة إجراء لإصدار ثلاثة قرارات، تحدث عنها ابن عبد الحكم ورواها قائلاً: فلما دفن سليمان ـ وكان دفنه عقب صلاة المغرب ـ دعا عمر بدواة وقرطاس، فكتب ثلاثة كتب، لم يسعه فيما بينه وبين الله عز وجل أن يؤخرها، فأمضاها من فوره، فأخذ الناس في كتاباته إياها هنالك في همزه يقولون: ما هذه العجلة؟ أما كان يصبر إلى أن يرجع إلى منزله؟ هذا حب السلطان. هذا الذي يكره مادخل فيه، ولم يكن بعمر عجلة ولا محبة لما صار إليه، ولكنه حاسب نفسه ورأى أن تأخير ذلك لا يسعه، وكان الكتاب الأول عن أمر لا يمسه هو شخصيا في شئ، بقدر ما يمس المسلمين المجاهدين في القسطنطينية بعد أن أصابهم من الجوع والضنك، وأشتد بهم الأمر أمام عدوهم فأمر برجوع مسلمة بن عبد الملك من القسطنطينية ورفع الحصار فقد رأى عمر أنه لا يسعه فيما بينه وبين الله عز وجل أن يلبي شيئاً من أمور المسلمين، ثم يؤخر قفلهم ساعة، فذلك الذي حمله على تعجيل الكتاب (?)، حقاً إن الحال الذي كان عليه مجاهدوا القسطنطينية لا يحتمل التأخير في قرار عودتهم على الإطلاق فكان الإجراء المناسب في الوقت المناسب (?)

, وكتب بعزل أسامة بن زيد التنوخي وكان على خراج مصر فعزله لظلمه وغشمه وتسلطه، كما كتب بعزل يزيد بن أبي مسلم عن إفريقية لظلمه (?)، وكان عمر يهتم بالوقت من حيث إختيار الوقت المناسب لإعلان التوجيهات أو القرارات الإدارية وسهولة إبلاغها، فكان حين يستخدم البلاغة لا بلاغ الناس يراعي الوقت الأكثر ملائمة سواء من حيث كثرة المجتمعين أم من حيث قدسية المكان وحرمته، وبالتالي زيادة الإهتمام بما يكون فيه، ألا هو الموسم السنوي موسم الحج ليخطب في المسلمين أو يكتب إلى المسلمين في يوم حجهم الأكبر بما يراه على قدر كبير من الأهمية من أمورهم، إذ يتحقق بإختيار ذلك الوقت المناسب أمرين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015