الموقف لفتة عمرية في تقدير وتبجيل وإحترام العلماء الربانيين كالحسن البصري وإنزاله مقامه اللائق به، فالأمم تنهض عندما تحترم علمائها الربانيين وتنزلهم المنازل التي يستحقونها.

لقد مارس عمر مبدأ الموازنة بين المركزية واللامركزية وكانت له معايير وعوامل تدفعه إلى أي شئ منها يمكن تلخيصها فيما يلي:

1 ـ إرتباط الموقف أو الإجراء بمصلحة عامة أو خاصة.

2 ـ أهمية الأمر الذي سيحدد فيه ممارسة المركزية أو اللامركزية فالإجراء الذي يتعلق بالقتل والصلب مثلاً حري أن تكون المركزية فيه أصلح.

3 ـ مستجدات الأمور مما لم يرد في القرآن أو السنة فهي من الأهمية بمكان.

4 ـ مراعاة البعد الجغرافي بين الخليفة والولاة.

5 ـ مراعاة الوقت وما قد ينجم عن ذلك من ضرر قد يصل إلى الموت.

6 - وجود من يعتمد عليه ويطمئن له ولعلمه ويثق به.

7 - التأثير على سرعة وسلامة الإنجاز في العمل.

8 - مراعاة منح الثقة للقضاة والولاة والعمال (?).

في ظل هذه المعايير جمع عمر بن عبد العزيز في ممارسته الإدارية بين المركزية واللامركزية، بالموازنة بينهما، وتحديد الدرجة الملائمة في ممارسته لكل منهما، وبذلك يتوافق عمر مع منظري وعلماء الإدارة في إدراك أبعاد هذا المبدأ (?).

ثامناً: مبدأ المرونة في إدارة عمر بن عبد العزيز:

مارس عمر بن عبد العزيز المرونة في التفاهم والحوار والفكر وتنفيذ الأوامر والتقيد بها ومن تلك الشواهد، ما روى ميمون بن مهران: أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز قال: يا أبت ما يمنعك أن تمضي لما تريد من العدل؟ فوالله ما كنت أبالي لو غلت بي وبك القدور في ذلك. قال: يا بني إنما أروض الناس رياضة الصعب، وإني لا أريد أن أحيي الأمور من العدل، فأوخر ذلك حتى أخرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015