سيرته بأنه من أعلام السلوك ومن تلاميذ الحسن البصري، وأنس بن مالك والأحنف بن قيس وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد (?) وغيرهم من علماء أهل السنة.

ج ـ محمد بن واسع

ج ـ محمد بن واسع: الإمام الرباني، القدوة (?)، ترجمت له في حديثي عن الفتوحات في عهد عبد الملك، وكان من ضمن جيش قتيبة بن مسلم وقد قام مدة في خراسان (?). قال عنه مالك بن دينار: القراء ثلاث: فقاريء للرحمن، وقاريء للدنيا، وقاريء للملوك، ويا هؤلاء محمد بن واسع عندي من قراء الرحمن (?)، وكان الحسن البصري يسميه زين القراء (?)، ومن أقواله: إذا أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله بقلوب العباد عليه. وقال: يكفي من الدعاء مع الورع يسير (?) العمل هؤلاء هم أشهر تلاميذ الحسن البصري في علم السلوك والذين كان لهم تأثير كبير في حياة الناس، واليوم نحن في أشد الحاجة لإحياء هذا العلم الذي أصبح نادراً وتصدر له بعد المحسوبين على العلم من أصحاب العقائد الفاسدة والتصورات السقيمة والأفكار المنحرفة، فالأمة في حاجة ماسة لمنهج تربوي سني تستلهم أصوله وفروعه من كتاب الله وسنة رسوله وهدي الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم من العلماء الراسخين لكي تقف أمام الهجمة المادية، والطغيان الشهواني، الذي يبث في وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والقُطرية، كما أن من عوامل نهوض الأمة كبح شهواتها، وتطهير نفوسها من أمراضها وإحياء القلوب بالمعاني الرفيعة والأعمال القلبية، كالرجاء والخوف والإخلاص والإنابة لله رب العالمين.

4 ـ براءة الحسن البصري من الاعتزال:

يزعم المعتزلة أن الحسن البصري قال بالقدر على مذهبهم وإنه منهم فيروون عند داود بن أبي هند أنه قال: سمعت الحسن يقول: كل شيء بقضاء وقدر إلا المعاصي (?). ويوردون رسائل أرسلها إلى عبد الملك بن مروان وفيها قوله بالقدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015