وحين نتتبع ولاة عمر على الأقاليم نجد أن جلهم من العلماء فمن ذلك: الإمام الثقة والأمير العادل عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب على ولاية الكوفة (?)، والعالم القدير أبو بكر بن عمر بن حزم على المدينة (?)، والإمام الكبير إسماعيل بن أبي المهاجر على إفريقية (?)، والفقيه المحدث عدي بن عدي الكندي على الجزيرة الفراتية وأرمينية وأذربيجان (?)، والإمام القاضي عبادة بن نسي على الأردن (?)، والثقة الصالح عروة بن عطية السعدي على اليمن (?)، والقاضي الفاضل سالم بن وابصة العبدي على الرقة (?)، وأما بيت المالفقد تولى العمل فيه عدد من العلماء ومنهم: العالم الجليل ميمون بن مهران على خراج الجزيرة (?)، والثقة الصالح صالح بن جبير الصدائي على الخراج لعمر بن عبد العزيز (?)، والعالم وهب بن منبه على بيت مال اليمن وأبو زناد وتولى عمر بن ميمون البريد لعمر بن عبد العزيز (?).
ولا شك أنه كان لهذه المشاركة الواسعة من العلماء بتوليهم الإمارة، وبيوت الأموال في مختلف الأقاليم الأثر الكبير في ضبط شئون الدولة الإدارية والمالية وما ترتب على ذلك من آثار حسنة في الحياة السياسية في عهد عمر بن عبد العزيز (?).
تحدثت في كتابي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المدارس العلمية واتخاذه من عاصمة الدولة مدرسة يتخرج منها العلماء والدعاة والولاة والقضاة فنشطت المدارس العلمية في مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام ومصر وغيرها وأشرف الصحابة الكرام على تعليم وتربية الناس فيها، واستطاعت تلك المدارس أن تخرج كوادر علمية وفقهية ودعوية متميزة ساندت المؤسسة العسكرية التي قامت بفتح العراق وإيران والشام ومصر وبلاد المغرب، واستطاع علماء الصحابة الذين تفرغوا لدعوة الناس وتربيتهم أن ينشئوا جيلاً من العارفين للدين الإسلامي