لها حلاوةُ عيشٍ غيرُ دائمة

وفي العواقب منها المرُّ والصَّبُرُ

إذا انقضت زمر آجالها نزلت

على منازلها من بعدها زُمر (?)

وليس يزجرُكُم ما توعظون به

والبُهْمُ يزجرها الراعي فتنزجر (?)

أصبحتم جَزَراً للموت يقبضكم

كما البهائم في الدُّنيا لها جزر

لا تبطروا واهجروا الدُّنيا فإن لها

غِباً وخيماً، وكفر النعمة البطر

ثم اقتدوا بالأُلى كانوا لكم غُرَرا

وليس من أمة إلا لها غُرَرُ (?)

حتى تكونوا على منهاج أو لكم

وتصبروا عن هوى الدنيا كما صبروا

مالي أرى الناس والدنيا مولية

وكل حبل عليها سوف ينبتر (?)

لا يشعرون بما في دينهم نَقَصوا

جهلاً وإن نقصا دنياهم شعروا (?)

وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يتمثل بالشعر كثيراً ومن تلك الأبيات التي ترنّم بها:

ولا خير في عيش امرئ لم يكن له

من الله في دار القرار نصيب (?)

ومن ذلك أيضاً:

تُسَرُّ بما يَبْلى (?) وتفرح بالمنى

كما اغتر باللذات في النوم حالم

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلُكُ نوم والرّدَى لك لازم

وسعيك فيما سوف تكره غبَّه

كذلك في الدنيا تعيش البهائم (?)

وذات يوم نظر عمر بن عبد العزيز، وهو في جنازة إلى قوم قد تلثَّموا من الغبار والشمس، وانحازوا إلى الظلِّ، فبكى وأنشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015