الجهمية وأحيتها ولكن بشكل خفضت فيه من غلو الجهمية، فإن الجهمية كانت تنفي عن الله الأسماء والصفات (?)، كما ذكر ابن تيمية: أن الجهم زاد نفي الأسماء على نفي الصفات (?)، أما المعتزلة فإنهم يثبتون الأسماء وينفون الصفات (?).

ب ـ القول بخلق القرآن، ونفي رؤية الله تعالى مطلقاً: قال ابن تيمية في المعتزلة: وتوحيدهم هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات وغير ذلك، قالوا: إن الله لا يرى وأن القرآن مخلوق (?). فهذه جملة ما أخذه المعتزلة عن الفرق السابقة عليها وهم الخوارج والقدرية والجهمية، وقد ظهر دورهم في إحيائها وقد غير المعتزلة في كثير منها حتى تخف الوطأة عليها، كما أنها جمعت لتلك العقائد الأدلة العقلية الفلسفية ثم جاءت الفرق فأخذت تلك العقائد بصورتها عن المعتزلة واستدلت بأدلة المعتزلة عليها (?).

4 ـ أصول المعتزلة الخمسة

4 ـ أصول المعتزلة الخمسة: اتفق جميع المعتزلة فيما بينهم على أصول خمس عقدية، جعلوها أساساً مهماً لمذهبهم الإعتزالي، وهذه الأصول هي: التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (?) ومصطلح الأصول الخمسة لم يظهر عند واصل بن عطاء، وإنما أخذ عن تلاميذه واكتمل عند أبي الهذيل العلاف، والذي وصلت به الفرقة إلى ذروة الاعتزال، واكتملت على يديه موضوعاته، وقد كتب في الأصول الخمسة بعض فصول كتبه، ثم تتالت الكتب التي تحمل هذا المصطلح على يد جعفر بن حرب، والقاضي عبد الجبار وغيرهما من رجال المعتزلة (?)، ومع بداية الدولة العباسية نشطت حركة المعتزلة، وبدأوا يرسلون الرسل في الآفاق للدعوة إلى مذهبهم ومعتقدهم، وقد حظي مذهبهم بتأييد بعض الخلفاء العباسيين وخاصة في عهد المأمون، ونترك مناقشة أصول الاعتزال وموقف أهل السنة منها عند حديثنا عن الدولة العباسية بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015