الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها اعتصام بكتاب الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تبديلها ولا تغييرها ولا النظر في أمر خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً (?). قال عبد الله بن عبد الحكم، فسمعت مالكاً يقول: وأعجبني عزم عمر في ذلك (?). وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل (?). وهذه الآثار عن عمر بن عبد العزيز أوردها علماء السلف في ردهم على الجهمية، ولا شك أنها تعتبر رداً على جميع المبتدعة، وذلك في أمره رحمه الله بالتمسك بما تدل عليه الفطرة من إثبات ما للخالق من صفات الكمال ونعوت الجلال، كإثبات الفوقية والعلو، وغير ذلك مما تدل عليه الفطرة السليمة. وكذلك أمره بالنهي عن الخصومات في الدين بغير علم، ولم يقع جهم فيما وقع فيه إلا بسبب الخصومات فيما لا علم له به، فضل وأضل وكان السلف الصالح يستدلون بما أثر عن عمر بن عبد العزيز في الأخذ بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن الخلفاء الراشدين من بعده في ردهم على الجهمية مثلما فعله ابن تيمية في الفتوى الحموية حيث ذكر أن أبا القاسم الأزجي روى بإسناده عن طرف بن عبد الله، قال: سمعت مالك بن أنس إذا ذكر عنده من يدفع أحاديث الصفات يقول: قال عمر بن عبد العزيز ويذكر الأثر سن رسول الله ولاة الأمر من بعده ..
وقال الشاطبي متحدثاً عن هذا الأثر: إنه كلام مختصر جمع أصولاً حسنة من السنة منها قطع مادة الابتداع جملة. ومنها المدح لمتبع السنة وذم لمن خالفها ومنها أن سنة ولاة الأمر وعملهم تفسير لكتاب الله وسنة رسوله فقد جمع كلام عمر أصولاً حسنة وفوائد مهمة (?)، وقد أورد الإمام أحمد في كتابه ((الرد على الجهمية)) أثر عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر (?) التنقل، وقد أخذت المعتزلة من الجهمية نفي صفات الله