فممن خاطب عمر بأمير المؤمنين عليٌ رضي الله عنه، كما روى حميد ابن عبد الرحمن، عن ابن وبرة، أن أبا بكر كان يجلد في الشراب أربعين، وكان عمر رضي الله عنه يجلد فيه أربعين؛ قال: فبعثني خالد بن الوليد إلى عمر رضي الله عنه، فقدمت عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين! إن خالداً بعثني إليك؛ قال: فيم؟ قلت: إن الناس قد تجافوا العقوبة وانهمكوا في الخمر، فما ترى في ذلك؟ قال عمر لمن حوله: ما ترون؟ فقال عليٌ رضي الله عنه: نرى يا أمير المؤمنين ثمانين جلدة؛ فقبل ذلك عمر، فكان خالدٌ أول من جلد ثمانين، ثم جلد عمر رضي الله عنه ناساً بعده.

275- وأما الهاء في ((خليفة)) ففيها ثلاثة أقوال:

من النحويين من يقول: إنه أدخلت الهاء فيه للمبالغة، كما يقال: داهيةٌ؛ وهذا قول الفراء.

وسمعت علي بن سليمان يقول: هذا خطأٌ، ولو كانت الهاء على ما قال لكان تأنيثاً حقيقياً.

قال أبو جعفر: ومذهب الفراء في كل ما كان من المدح، نحو: علامة ونسابة، أن تأنيثه بمعنى داهية، وفي الذم بمعنى بهيمة، نحو هلباجة وفقاقة.

ومن النحويين من يقول: الهاء للصيغة، وهو مذهب علي بن سليمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015