272- قال أبو جعفرٍ: فمن ذلك ما قال الأصمعي: إنما سميت كتابةً لأنه يجمع بها بعض الحروف إلى بعضٍ كما يجمع الشيء إلى الشيء، وهو مأخوذٌ من الكتيبة، وهي الخيل المجموعة، وتكتب القوم تجمعوا، ومنه: كتبت البغلة، أي: جمعت بين شفريها بحلقةٍ. وكتبت القربة: جمعت خرزاً إلى خرزٍ، والكتبة: السير الذي تخرز به المزادة، واكتب قربتك، أي: اخرزها.
273- وقيل للكاتب كاتبٌ، لأنه يضم بعض الحروف إلى بعض ويؤلفها، وقد كتب الكتاب يكتبه كتباً وكتابا ومكتبةً وكتبةً واحدةً، وما أحسن كتبته في الحال التي يكتب فيها، وصحيفةً مكتوبةٌ ومكتوبٌ فيها.
وكتبت فلاناً، وأكتبته، والموضع الذي يعلم فيه يقال له: مكتب، وقد حكى غيره أنه يقال له: كتابٌ لتبيين الموضع، ولكن لمن يتعلم فيه على التفاؤل أن يكونوا كتاباً.
ويقال كاتبته فكتبته، أي: كنت أكتب منه، كما يقال: غالبني فغلبته، وطاولني فطلته، وأنشد النحويون.
إن الفرزدق صخرةٌ ملمومةٌ ... طالت فليس تنالها الأجبالا