الفراء هذه الحروف مع بيان فضلها، والقرآن نزل بها، ولغات العرب عليها تدور، وقد انقادت اللغات كلها للغة العرب، فأقبلت الأمم إليها يتعلمونها، ودين الإسلام عربيٌ، وبيان الشرائع والأحكام والفرائض والسنن بالعربية!؟

163- ويقال: إن لغة العرب هي اللغة التامة الحروف، الكاملة الألفاظ، لم ينقص عنها شيءٌ من الحروف، فيشينها نقصانه، ولم يزد فيها شيءٌ فيعيبها زيادته، وسائر اللغات فيها حروف مولدةٌ، وتنقص عنها حروفٌ أصليةٌ، كاللغة الفارسية تجد فيها زيادةً ونقصاناً.

164- وحروف المعجم ثمانيةٌ وعشرون حرفاً، وقد ذكر سيبويه زيادةً على هذا، إلا أنها راجعةٌ إليها، والأصل هذه، وإنما ذكرها ليحيط باللغة، نحو قولهم: بييرٌ وما أشبه ذلك، والدليل على أن الأصل تلك أن ما خرج عنها معيبٌ عندهم، وقد بطل عن غيرها من اللغات فيما قيل أسامٍ كثيرةٌ لا تكاد توجد لها أسماءٌ بالفارسية حتى تذكر بلسان العرب، نحو: الحق والباطل والصواب والخطإ والحلال والحرام، وهذا الخلل قد دخل على سائر اللغات وكاد يدخل على لسان العرب حين خالطوا العجم، حتى استدرك ذلك أبو الأسود بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

165- قال الفراء: وجدنا للغات العرب فضلاً على لغة جميع الأمم اختصاصاً من الله عز وجل لهم، وكرامةً كرمهم بها، فبعث منهم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه قرآناً بلسانٍ عربيٍ مبينٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015