ورزقاً واسعاً، والعافية من جميع البلايا، وشكر العافية.

898- وبلغ هشاماً عن رجلٍ كلامٌ، فأتي به، فاحتج، فقال له هشامٌ: أتتكلم أيضاً؟ قال: إن الله قال: {يوم تأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها} أفيجادل الله عز وجل ولا تكلم أنت؟ قال: تكلم بما أحببت.

899- ولما تهدد المنصور الطالبيين حين أتي برأس إبراهيم بن عبد الله بن حسنٍ، قال له ابن عياشٍ: إن الله عز وجل قد صنع الذي تحب في الظفر، فاصنع الذي يحب في العفو.

900- وقدم إلى الحجاج أسرى ليقتلوا، فقدم رجلٌ لتضرب عنقه، فقال: أما والله لئن كنا قد أسأنا في الذنب لما أحسنت في العفو؛ قال الحجاج: أفٍ لهذه الجيف! أما كان فيها من يحسن مثل هذا الكلام؟! وأمسك عن القتل.

901- وأتي الهادي برجلٍ من الحبس، فجعل يقرره بذنوبه، فقال الرجل: اعتذاري مما تقررني به ردٌ عليك، وإقراري يوجب لي ذنباً لم أجنه، ولكني أقول:

إن كنت ترجو في العقوبة راحةً ... فلا تزهدن عند المعافاة في الأجر

فعفا عنه.

902- ودخل جرير بن عبد الله على المنصور، وقد كان وجد عليه، فقال له: تكلم بحجتك؛ فقال: لو كان لي ذنبٌ لتكلمت بعذري،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015