عبر الحميد، ثم قال متمثلاً:

أسر وفاءً ثم أظهر غدرةً ... فمن لي بعذرٍ يشمل الناس واسعه

قال: فتركه مروان ساعةً، ثم رد عليه القول، فقال متمثلاً:

فغدري ظاهرٌ لا شك فيه ... لطالبه وعذري بالمغيب

فأمسك مروان عنه، وعلم أنه من أهل الوفاء.

57- ومن حسن ما في هذا قول علي بن زيدٍ الكاتب حين استصحبه رجلٌ من الملوك، فقال له عليٌ: أصحبك على ثلاث خلالٍ؛ قال: وما هي؟ قال: لا تهتك لي ستراً، ولا تشتم لي عرضاً، ولا تقبل فيَّ قول قائلٍ حتى تستبرئني. قال: هذه لك، فما لي عندك؟ قال: لا أفشي لك سراً، ولا أؤخر عنك نصيحةً، ولا أوثر عليك أحداً؛ قال: نعم الصاحب المصحوب أنت.

58- وقد حكي عن عمرو بن مسعدة على بلاغته وتقدمه في الكتابة ومكانه من الرياسة ومحله من الصناعة أن رجلاً قال له: ما صنعتك؟ فقال له على التبرم: كاتبٌ. قال: من أي الكتاب أنت فإنهم خمسةٌ؟ قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015