عَن أبي مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ لما قدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمَدِينَة نزل عَليّ فَقَالَ يَا أَبَا أَيُّوب أَلا أعلمك قلت بلَى يَا رَسُول الله قَالَ مَا من عبد يَقُول إِذا أصبح لَا إِلَه إِلَّا الله فَذكره إِلَّا كتب الله لَهُ بهَا عشر حَسَنَات ومحى عَنهُ عشر سيئات وَإِلَّا كن لَهُ عِنْد الله عدل عشر رِقَاب يحررن وَإِلَّا كَانَ فِي جنَّة من الشَّيْطَان حَتَّى يُمْسِي وَلَا قَالَهَا حِين يُمْسِي إِلَّا كَانَ كَذَلِك قَالَ قلت لأبي مُحَمَّد أَنْت سَمعتهَا من أبي أَيُّوب قَالَ وَالله لسمعتها من أبي أَيُّوب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
(قَالَ أَبُو عبد الله وَالصَّحِيح قَول عَمْرو) أَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ نَفسه قَوْله قَول عمر وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده وَالصَّوَاب بِضَم الْعين قيل الظَّاهِر أَن الْوَاو وَاو الْعَطف وَوَقع عِنْد أبي زيد الْمروزِي فِي رِوَايَته الصَّحِيح قَول عبد الْملك بن عَمْرو وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث حَدِيث ابْن أبي السّفر عَن الشّعبِيّ وَهُوَ الَّذِي ضبط الْإِسْنَاد -
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان فضل التَّسْبِيح، وَهُوَ قَول: سُبْحَانَ الله، وَهُوَ أَي لفظ: سُبْحَانَ الله، اسْم مصدر وَهُوَ التَّسْبِيح، وَقيل: بل سُبْحَانَ مصدر لِأَنَّهُ سمع لَهُ فعل ثلاثي وَهُوَ من الْأَسْمَاء اللَّازِمَة للإضافة، وَقد يفرد، وَإِذا أفرد منع الصّرْف للتعريف وَزِيَادَة الْألف وَالنُّون كَقَوْلِه:
(أَقُول لما جَاءَنِي فخره ... سُبْحَانَ من عَلْقَمَة الفاخر)
وَجَاء منوناً كَقَوْلِه:
(سُبْحَانَهُ ثمَّ سبحاناً يعود لَهُ ... وَقَبلنَا سبح الجوديُّ والجمدُ)
فَقيل: صرف ضَرُورَة، وَقيل: هُوَ بِمَنْزِلَة: قبل وَبعد، إِن نوى تَعْرِيفه بَقِي على حَاله، وَإِن نكر أعرب منصرفاً، وَهَذَا الْبَيْت يساعد على كَونه مصدرا لَا اسْم مصدر، ولوروده منصرفاً. وَلقَائِل القَوْل الأول أَن يُجيب عَنهُ: بِأَن هَذَا نكرَة لَا معرفَة وَهُوَ من الْأَسْمَاء اللَّازِمَة النصب على المصدرية. فَلَا ينْصَرف، والناصب لَهُ فعل مُقَدّر لَا يجوز إِظْهَاره. وَعَن الْكسَائي: إِنَّه منادى تَقْدِيره: يَا سُبْحَانَكَ، وَمنعه جُمْهُور النَّحْوِيين، وَهُوَ مُضَاف إِلَى الْمَفْعُول أَي: سبحت الله، وَيجوز أَن يكون مُضَافا إِلَى الْفَاعِل، أَي: نزه الله نَفسه وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور، وَمَعْنَاهُ: تَنْزِيه الله عَمَّا لَا يَلِيق بِهِ من كل نقص، فَيلْزم نفي الشَّرِيك والصاحبة وَالْولد وَجَمِيع الرذائل، وَيُطلق التَّسْبِيح وَيُرَاد بِهِ جَمِيع أَلْفَاظ الذّكر، وَيُطلق وَيُرَاد بِهِ الصَّلَاة النَّافِلَة، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: وأصل التَّسْبِيح التَّنْزِيه من النقائص، ثمَّ اسْتعْمل فِي مَوَاضِع تقرب مِنْهُ اتساعاً، يُقَال: سبحته أسبحه تسبيحاً وسبحاناً، وَيُقَال أَيْضا للذّكر وَالصَّلَاة النَّافِلَة، سبْحَة يُقَال: قضيت سبحتي، والسبحة من التَّسْبِيح كالسخرة من التسخير.
5046 - حدّثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ عنْ مالِكٍ عنْ سُمَيٍّ عنْ أبي صالِحٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: منْ قَالَ: سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمِ مائَةَ مَرَّة حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
هَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِه مَعَ بعض هَذَا الْمَذْكُور فِيهِ قد مضى فِي أول الْبَاب السَّابِق، وَهُنَاكَ بعد قَوْله: مائَة مرّة كَانَت لَهُ عدل عشر رِقَاب. . إِلَى آخِره، وَهنا: حطت خطاياه ... الخ.
وَيُقَال إِن البُخَارِيّ أفرد هَذَا الحَدِيث من ذَلِك الحَدِيث. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات عَن إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ وَغَيره: وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن قُتَيْبَة وَغَيره. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي ثَوَاب التَّسْبِيح عَن نصر بن عبد الرَّحْمَن الوشابة.
قَوْله: (سُبْحَانَ الله) مَنْصُوب على المصدرية بِفعل مَحْذُوف تَقْدِيره سبحت سُبْحَانَ الله. قَوْله: (وَبِحَمْدِهِ) أَي: أَحْمَده، وَالْوَاو فِيهِ للْحَال تَقْدِيره: سبحت الله ملتبساً بحمدي لَهُ من أجل توفيقه لي للتسبيح. قَوْله: (فِي يَوْم) قَالَ الطَّيِّبِيّ: يَوْم، مُطلق