وَالزهْرِيّ هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم وَهِنْد بنت الْحَرْث الفراسية وَقيل القرشية كَانَت تَحت معبد بن الْمِقْدَاد بن الْأسود وَأم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَاسْمهَا هِنْد والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْعلم فِي بَاب الْعلم والعظة بِاللَّيْلِ فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن صَدَقَة عَن ابْن عُيَيْنَة عَن معمر إِلَى آخِره وَمضى فِي صَلَاة اللَّيْل وَسَيَجِيءُ فِي الْفِتَن أَيْضا قَوْله مَاذَا اسْتِفْهَام مُتَضَمّن لِمَعْنى التَّعَجُّب والتعظيم أَي رأى فِي الْمَنَام أَنه ستقع بعده الْفِتَن وَيفتح لَهُم الخزائن أَو عبر عَن الرَّحْمَة بالخزائن كَقَوْلِه تَعَالَى {خَزَائِن رَحْمَة رَبك} وَعَن الْعَذَاب بالفتن لِأَنَّهَا أَسبَاب مؤدية إِلَيْهِ قَوْله الحجرات ويروى الْحجر بِاعْتِبَار الْجِنْس قَوْله عَارِية بِالْجَرِّ أَي كم كاسية عَارِية عرفتها وبالرفع أَي اللابسات رَقِيق الثِّيَاب الَّتِي لَا تمنع من إِدْرَاك لون الْبشرَة معاقبات فِي الْآخِرَة بفضيحة التعري أَو اللابسات للثياب النفيسة عاريات من الْحَسَنَات فِي الْآخِرَة فَهُوَ حض على ترك السَّرف بِأَن يَأْخُذن أقل الْكِفَايَة ويتصدقن بِمَا سوى ذَلِك قَوْله " قَالَ الزُّهْرِيّ " مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور إِلَيْهِ قَوْله " لَهَا أزرار " جمع الزر كَذَا وَقع للأكثرين وَوَقع فِي رِوَايَة أبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ إِزَار برَاء وَاحِدَة وَقيل هُوَ غلط وَالْمعْنَى أَنَّهَا كَانَت تخشى أَن يَبْدُو من جَسدهَا شَيْء بِسَبَب سَعَة كميها فَكَانَت تزرر ذَلِك لِئَلَّا يَبْدُو مِنْهُ شَيْء فَتدخل فِي قَوْله كاسية عَارِية وَقَالَ الْكرْمَانِي مَا غَرَض الزُّهْرِيّ من نقل هَذِه الْحَالة ثمَّ أجَاب بقوله لَعَلَّه أَرَادَ بَيَان ضَبطه وتثبيته وَفِيه بعد -
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا يدعى للَّذي يلبس ثوبا جَدِيدا.
5845 - حدَّثنا أبُو الوَلِيد حَدثنَا إسْحاقُ بنُ سَعِيدِ بنِ عَمْروِ بنِ سَعِيدِ بنِ العاصِ قَالَ: حدّثني أبي قَالَ: حَدَّثَتْني أُمُّ خَالِد بِنْتُ خالِدٍ قالَتْ: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِثيابٍ فِيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ، قَالَ: مَنْ تَرَوْنَ نَكسُوها هاذِهِ الخَمِيصَةَ؟ فأُسْكِتَ القَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خالِدٍ، فأُتِي بِي النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فألْبَسَها بِيَدِهِ، وَقَالَ: أبْلِي وأخْلِقي، مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الخَمِيصَةِ ويُشِيرُ بِيَدِهِ إلَيَّ وَيَقُولُ: أُمَّ خالِدٍ هاذا سَناه. والسَّنا بِلِسانِ الحَبَشِيَّةِ: الحَسَنُ.
قَالَ إسْحاقُ: حدَّثَتْنِي امْرَأةٌ مِنْ أهْلِي أَنَّهَا رأتْهُ عَلَى أُمِّ خالِدٍ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (أبلي وأخلقي) . وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ، وَأم خَالِد بن الزبير بن الْعَوام بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ.
والْحَدِيث مضى فِي: بَاب الخميصة السَّوْدَاء عَن قريب.
قَوْله: (فأسكت) من الإسكات بِمَعْنى السُّكُوت، وَيُقَال: تكلم الرجل ثمَّ سكت بِغَيْر ألف وَإِذا انْقَطع كَلَامه فَلم يتَكَلَّم قلت: اسْكُتْ. وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : وأسكت بِضَم الْهمزَة. قلت: لَيْسَ كَذَلِك، قَوْله: (أبلى) ، من الإبلاء وَهُوَ جعل الثَّوْب عتيقاً. (وأخلقي) ، من الإخلاق والخلوقة وهما بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ الْكرْمَانِي قَالَ هُنَا، خميصة سَوْدَاء، وَقَالَ فِي الْجِهَاد: قَمِيص أصفر، ثمَّ قَالَ: لَا يمْتَنع الْجمع بَينهمَا إِذْ لَا مُنَافَاة فِي وجودهما.
شقوله: (قَالَ إِسْحَاق) ابْن سعيد الْمَذْكُور وَهُوَ مَوْصُول بالسند الْمَذْكُور. قَوْله: (رَأَيْته) أَي الثَّوْب وأرادت بِهِ الخميصة الْمَذْكُورَة فَهَذَا دلّ على أَنَّهَا بقيت زَمَانا طَويلا، وروى النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ: رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عمر ثوبا فَقَالَ: إلبس جَدِيدا وعش حميدا ومت شَهِيدا، وَأعله النَّسَائِيّ وَصَححهُ ابْن حبَان، وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ من حَدِيث أبي سعيد: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا استجد ثوبا سَمَّاهُ باسمه: عِمَامَة أَو قَمِيصًا أَو رِدَاء، ثمَّ يَقُول: اللَّهم لَك الْحَمد أَنْت كسوتنيه أَسأَلك من خَيره وَخير مَا صنع لَهُ، وَأَعُوذ بك من شَره وَشر مَا صنع لَهُ، وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا وَصَححهُ، وروى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث عمر رَفعه: من لبس ثوبا جَدِيدا فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي كساني مَا أواري بِهِ عورتي وأتجمل بِهِ فِي حَياتِي، ثمَّ عمد إِلَى الثَّوْب الَّذِي أخلق فَتصدق بِهِ كَانَ فِي حفظ الله وَفِي كنف الله حَيا وَمَيتًا، وروى أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه من حَدِيث معَاذ بن أنس رَفعه: من لبس ثوبا فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي كساني هَذَا ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة، غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَلم