مِنْهُ عَن عَمْرو بن خَالِد عَن زُهَيْر إِلَى آخِره وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مطولا قَوْله " أَو سَبْعَة عشر " شكّ من الرَّاوِي قَوْله " قبل الْبَيْت " بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي جِهَة الْكَعْبَة قَوْله " أَو صلاهَا " شكّ من الرَّاوِي قَوْله " صَلَاة الْعَصْر " بِالنّصب بدل من الضَّمِير الْمَنْصُوب الَّذِي فِي صلاهَا قَوْله " رجل " قيل هُوَ عباد بن نهيك الخطمي الْأنْصَارِيّ قَالَه أَبُو عمر فِي كتاب الِاسْتِيعَاب وَقَالَ ابْن بشكوال هُوَ عباد بن بشر الأشْهَلِي قَوْله " إيمَانكُمْ " أَي صَلَاتكُمْ -

13 - (بابٌ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ويَكونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدٍ} (الْبَقَرَة:)

أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ قَوْله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ} الْآيَة، هَذَا هَكَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَفِي رِوَايَة غَيره إِلَى قَوْله: {لرؤوف رَحِيم} (الْبَقَرَة: 143) قَوْله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا) أَي: كَمَا اخترنا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَأَوْلَاده وأنعمنا عَلَيْهِم بالحنيفية جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا. وَقَالَ ابْن كثير فِي (تَفْسِيره) : يَقُول الله تَعَالَى: إِنَّمَا حولناكم إِلَى قبْلَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، واخترناها لكم لنجعلكم خِيَار الْأُمَم لِتَكُونُوا يَوْم الْقِيَامَة شُهَدَاء على الْأُمَم، لِأَن الْجَمِيع معترفون لَكِن بِالْفَضْلِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ، وَمثل ذَلِك الْجعل العجيب جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا أَي خياراً، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث.

4487 - ح دَّثنا يُوسُفُ بنُ راشِدٍ حَدثنَا جَرِيرٌ وأبُو أُسامَةَ واللَّفْظِ لِ جَرِيرٍ عنِ الأعْمَشِ عنْ أبي صالِحِ. وَقَالَ أبُو أُسامَةَ حَدثنَا أبُو صالِحٍ عنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبّيْكَ وسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقالُ لأُمَّتِهِ هلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولون مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فيَقُولُ مُحَمَّدٌ وأمَّتُهُ فيَشْهَدُونَ أنّهُ قَدْ بلَّغَ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً فَذالِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وكَذالِكَ جَعَلْناكمْ أُمَّةٍ وسَطاً لِتكُونُوا شُهَدَاءٍ عَلَى النَّاسِ ويَكون الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} . والوَسَطُ العَدْلُ. (انْظُر الحَدِيث 3339 وطرفه) .

مطابقته لِلْآيَةِ ظَاهِرَة. ويوسف هُوَ ابْن مُوسَى بن رَاشد بن بِلَال الْقطَّان الْكُوفِي، وَجَرِير هُوَ ابْن عبد الحميد، وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، وَالْأَعْمَش سُلَيْمَان، وَأَبُو صَالح ذكْوَان، وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ سعد بن مَالك بن سِنَان.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، فِي: بَاب قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا أرسلنَا نوحًا} (نوح: 1) وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (وَالْوسط: الْعدْل) قيل، هُوَ مَرْفُوع من نفس الْخَبَر وَلَيْسَ بمدرج من قَول بعض الروَاة كَمَا وهمه بَعضهم. قلت: فِيهِ تَأمل، وَقَالَ ابْن جرير: الْوسط الْعدْل وَالْخيَار، وَأَنا أرى أَن الْوسط فِي هَذَا الْموضع هُوَ الْوسط الَّذِي بِمَعْنى الْجُزْء الَّذِي هُوَ بَين الطَّرفَيْنِ مثل: وسط الدَّار، وَرُوِيَ أَن الرب عز وَجل إِنَّمَا وَصفهم بذلك لتوسطهم فِي الدّين فلاهم أهل غلو فِيهِ كالنصارى ولاهم أهل تَقْصِير فِيهِ كاليهود، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَقيل للخيار: وسط، لِأَن الْأَطْرَاف يتسارع إِلَيْهَا الْخلَل والإعواز والأوساط مَحْفُوظَة.

- (باب قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن

14 - (بابٌ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتي كُنْتَ علَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ منْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وإنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله وَمَا كانَ الله لِيُضِيعَ إيمَانَكُمْ إنَّ الله بالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} )

أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ قَوْله تَعَالَى: {وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا إلاَّ لنعلم من يتبع الرَّسُول} إِلَى هُنَا رِوَايَة أبي ذَر وَفِي رِوَايَة غَيره إِلَى آخر الْآيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَوْله: (وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا) يَعْنِي: وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي تحب أَن تستقبلها الْجِهَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا أَولا بِمَكَّة وَمَا رددناك إِلَيْهَا إلاَّ امتحاناً للنَّاس وابتلاءً لنعلم الثَّابِت على الْإِسْلَام الصَّادِق فِيهِ مِمَّن هُوَ على حرف يَنْكص على عَقِبَيْهِ لقلقه فيرتد. قَوْله: (وَإِن كَانَت) ، كلمة: إِن المخففة الَّتِي تلزمها اللَّام الفارقة، وَالضَّمِير فِي: كَانَت، يرجع إِلَى التحويلة أَو إِلَى الْقبْلَة. قَوْله: (لكبيرة) ، أَي: لثقيلة شاقة {إلاَّ على الَّذين هدى الله} وهم التائبون الصادقون فِي اتِّبَاع الرَّسُول. قَوْله: (وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ) أَي: ثباتكم على الْإِيمَان، وَعَن ابْن عَبَّاس: وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ أَي: بالقبلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015