وَاديا وسلكت الْأَنْصَار شعبًا لأخذت شعب الْأَنْصَار فَقَالَ هِشَام يَا با حَمْزَة وَأَنت شَاهد ذَاك قَالَ وَأَيْنَ أغيب عَنهُ) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَكَانَ الْوَجْه أَن يقدم حَدِيث أنس هَذَا على حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود الَّذِي سبق لتوالي طرق حَدِيث أنس قيل الظَّاهِر أَنه من تَغْيِير الروَاة عَن الْفربرِي فَإِن طَرِيق أنس هَذَا سقط من رُوَاة النَّسَفِيّ فَلَعَلَّ البُخَارِيّ ألحقهُ فَكَتبهُ مُؤَخرا عَن مَكَانَهُ وَقد أخرج هَذَا مُحَمَّد عَن ابْن بشار عَن معَاذ بن نصر التَّمِيمِي قَاضِي الْبَصْرَة عَن عبد الله بن عون إِلَى آخِره وَأخرج ذَاك الطَّرِيق عَن عَليّ بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الله بن عون إِلَى آخِره قَوْله " بنعمهم " بِفَتْح النُّون وَالْعين وَهِي الشَّاة وَالْبَعِير قَوْله وذراريهم بتَشْديد الْيَاء وتخفيفها وَكَانَت عَادَتهم إِذا أَرَادوا الثَّبَات فِي الْقِتَال استصحبوا الأهالي وثقلهم مَعَهم إِلَى مَوضِع الْقِتَال قَوْله " وَمن الطُّلَقَاء " ويروى من الطُّلَقَاء وَلَيْسَ بصواب وَقد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب قَوْله " شَدِيدَة " يَعْنِي قَضِيَّة شَدِيدَة مثل حَرْب قَوْله " فَنحْن ندعى " على صِيغَة الْمَجْهُول أَي نطلب قَوْله وَيُعْطى أَي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَوْله " فَبَلغهُ ذَلِك " أَي فَبلغ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَلِك أَي مَا قَالُوهُ ويروى ذَاك بِدُونِ اللَّام قَوْله " تحوزونه " بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي يُقَال حازه يحوزه إِذا قَبضه وَملكه واستبد بِهِ ويروى تجيرونه بِالْجِيم وَالرَّاء قَالَه الْكرْمَانِي وَفَسرهُ بقوله تنقذونه فَلْينْظر فِي ذَلِك قَوْله " فَقَالَ هِشَام " هُوَ هِشَام بن زيد الرَّاوِي وَهُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور قَوْله " يَا با حَمْزَة " أَصله يَا أبي حَمْزَة فحذفت الْألف للتَّخْفِيف وَأَبُو حَمْزَة كنية أنس بن مَالك قَوْله شَاهد ذَاك كَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره شَاهد ذَلِك بِاللَّامِ فِيهِ قَوْله " وَأَيْنَ أغيب عَنهُ " اسْتِفْهَام إنكاري حَاصِل الْمَعْنى يَا هِشَام لَا تظن أَن أنسا يغيب عَن ذَلِك -

58 - (بابُ السَّرِيَّةِ الَّتي قِبَلَ نَجْدٍ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان السّريَّة الَّتِي كَانَت قبل نجد، أَي: جِهَته، وَقبل، بككسر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة، و: النجد، بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم وَهُوَ ككل مَا ارْتَفع من تهَامَة إِلَى أَرض الْعرَاق، والسرية، طَائِفَة من الْجَيْش يبلغ أقصاها أَرْبَعمِائَة تنبعث إِلَى الْعَدو وَتجمع على: سَرَايَا، سموا بذلك لأَنهم يكونُونَ خُلَاصَة الْعَسْكَر وخيارهم وَالشَّيْء السّري أَي: النفيس، وَقيل: سموا بذلك لأَنهم ينفذون سرا وخفية وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، لِأَن لَام السِّرّ: رَاء، وَهَذِه: يَاء، وَكَانَت هَذِه السّريَّة قبل توجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لفتح مَكَّة. وَهَكَذَا ذكرهَا أهل الْمَغَازِي وَالْبُخَارِيّ ذكرهَا بعد غَزْوَة الطَّائِف، وَقَالَ ابْن سعد: كَانَت فِي شعْبَان سنة ثَمَان، وَذكر غَيره أَنَّهَا كَانَت قبل مُؤْتَة، ومؤتة كَانَت فِي جمادي من السّنة الْمَذْكُورَة، وَقَالَ ابْن سعد: وَكَانَ أَمِيرهمْ أَبَا قَتَادَة أوصله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَرض محَارب بِنَجْد وَمَعَهُ خَمْسَة عشر رجلا فغنموا مِائَتي بعير وَألْفي شَاة وَسبوا سَبَايَا كَثِيرَة، وَكَانَت غيبتهم خمس عشرَة لَيْلَة، فَجمعُوا الْغَنَائِم فأخرجوا الْخمس فعزلوه، وقسموا مَا بَقِي على السّريَّة. وَقَالَ ابْن لاتين: وَرُوِيَ أَنهم كَانُوا عشرَة، وَأَنَّهُمْ غنموا مائَة وَخمسين بَعِيرًا، وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَخذ الثُّلثَيْنِ مِنْهَا. قَالَ: وَلَو كَانَ النَّفْل من خمس الْخمس لم يعمهم ذَلِك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015