وفي الحديث "استعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ عن عائشة" أي عتب عليها وقال لأبيها: كن عذيري منها. واستعذر صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبي فقال: "من يعذرني من عبد الله؟ " أي من يقوم بعذري إن جازيته بصنيعه؟ وفي المثل: "عذيرك من فلانٍ" أي أحضر من يقبل عذرك؛ فعيل بمعنى فاعلٍ. ومنه قول علي رضي الله عنه وقد نظر إلى الخبيث عبد الرحمن بن ملجمٍ المرادي: [من الوافر]
1003 - عذيرك من خليلك من مراد
وفي شعرٍ أنشد في الاستسقاء: [من الطويل]
1004 - أتيناك والعذراء يدمى لبانها
العذراء: البكر من النساء، وباعتبار صيقها قيل للجامعة من الأغلال عذراء. وقد يجوز أن تكون الجامعة هي الأصل، ومن ذلك قولهم: تعذر: إذا ضاق وعسرت معرفة وجهه.
ع ر ب:
قوله تعالى:} ومن الأعراب {[التوبة: 98] الأعراب: سكان البوادي، والعرب: سكان القرى والبوادي. ومن ثم غلط سيبويه من جعل أعرابًا جمعًا لعربٍ لاستحالة كون المفرد أعم من الجمع. وهذا نظير: عالمون في كونه ليس جمعًا كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقد تكلمنا على ذلك في "إيضاح السبيل" وغيره. وقال الراغب: