تبصر. قال الذبياني: [من البسيط]
103 - كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... يوم الجليل على مستأنسٍ وحد
أي: على ثورٍ متبصرٍ، هل يرى صائدًا فيحذره؟
والإنس خلاف النفور. والإنسي منسوب إلى الإنس، ويقال لكل ما يؤنس به، ولمن كثر أنسه. ومنه قيل لما يلي الراكب من جانبي الدابة، وما يقابل الرامي من جانبي القوس: إنسي، وللجانب الآخر وحشي. فالإنسي من كل شيءٍ: ما يلي الإنسان، والوحشي: الجانب الآخر.
والإنسان مشتق من الأنس، وزنه فعلان لأنه لا قوام له إلا بأنسٍ آخر من جنسه. ولذلك قيل: الإنسان مدني، وجمعه أناسي وأصله أناسين، فأبدلت النون ياًء وأدغمت كطراين في طرايين جمع طريان. وجعل الراغب الأناسي جمعًا لإنسي وليس بصوابٍ لما ذكرته في موضعه، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
وقيل: إنسان أصله إنسيان فحذفت ولذلك صغروه على أنيسيانٍ. قالوا: مشتق من النسيان، وأنشدوا: [من الكامل
104 - سميت إنسانًا لأنك ناس
والناس عندهم من ذلك، وأصله نسي ثم قلبت الكلمة. وسيأتي إن شاء الله تحقيق ذلك في باب النون.
أن ف:
الأنف معروف، ولعزة مكانه سموا به كل عزيز. قالوا: أنف الجمل لأعلاه، ورغم أنفه أي لصق بالرغام وهو التراب، وترب أنفه. ويقولون في المتكبر: شمخ بأنفه. ونسبوا